ولا يدعوا إقرار الأمم المتحدة بعجزها عن إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية في القريب العاجل الى إعطاء فكرة عن ما ينتظر هذه القضية من طول الوقت فقط بل أن ذلك يعني ببساطة أن الأطراف كل الأطراف لا تملك الحل وليس بيدها سوى التسليم بالتمديد ثم التمديد الى أجل غير مسمى، وسيكون عليهم انتظار تغير زعيم العالم أو بداية حرب باردة أخرى بين أقطاب العالم وهو الأمر الذي سيجعل من القضية ومرة أخرى ضحية تلاعبات سياسية وحرب مواقع بين الأقوياء.

في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر ترغب أمريكا في رؤية منطقة المغرب العربي خالية من النزاعات منطقة مستقرة وتعيش ازدهار اقتصادي، إن ذلك لن يكون إلا بحل قضية الصحراء الغربية فعلا وذلك يعني بالنسبة للولايات المتحدة إرضاء جميع الأطراف خاصة وأن أعمدة هذا المغرب العربي حليفة لها في حربها على الارهاب ولو بأفضلية نسبية لصالح المغرب، والسؤال الذي يطرح لصالح من ستلعب الولايات المتحدة الأمريكية اللعبة في سعيها لإنهاء هذا الصراع وبعيدا عن لغة التفاؤل والتشاؤم أي بلغة الواقع فأمريكا دعمت مؤخرا مقترح المغرب وكان ذلك صراحة وبدون أي عقدة ولا نعلم كم من الوقت سيكفي لإقناعها بمراجعة موقفها حتى يأخذ شيء من التوازن على الأقل، الأمم المتحدة عبرت عن قطيعتها مع جميع المقاربات السابقة لحل النزاع وبعبارة أكثر وضوح قطيعة مع مخطط جيمس بيكر واتفاقيات هيوستن وبلغة أكثر صراحة قطيعة مع إمكانية تنظيم استفتاء لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية.إذا أي دعوة هذه للمفاوضات وعلى أساس ماذا – الله أعلم – وما خفي كان أعظم .